رافعو الأثقال المصريّون يحصّلون الذهبية في دورة بكين الأولمبية 2008 للمعاقين

متولي إبراهيم مطحنة من مصر يفوز بالذهبية في رفع الأثقال للرجال— لوزن 67،5 كغ في جيمنازيوم جامعة الملاحة الجوية والفضائية في بكين في اليوم السابع من دورة ألعاب 2008 للمعاقين في 13 أيلول/سبتمبر 2008 في بكين، الصين (فنغ لي/غيتي إيماجز)
حافظ المصريون على سمعتهم كقوّة عالميّة يحسب لها حساب في مجال رفع الأثقال بفوزهم بـ 10 ميداليات، منها أربع ميداليات ذهبية، في دورة بكين 2008 للمعاقين. وأهلها هذا المجموع لاحتلال المركز الثاني الإجمالي، بعد الصين.


لطالما عرفت مصر بقدرتها في مجال رفع الأثقال، ولم ينتقص من سمعتها أي حدث خلال دورة الألعاب الأولمبية للمعاقين لعام 2008. فقد فاز المصريون بـ 10 ميداليات، منها أربعة ذهبية، في منافسات رفع الأثقال خلال الألعاب التي جرت في الفترة من 6-17 أيلول/ سبتمبر في بكين، الصين. واحتلّت مصر المركز الثاني بعد الصين إذا حازت على ما مجموعه 13 ميدالية. فيما احتلت إيران المركز الثالث بخمس ميداليات.


لكن لم يحتفل أحد بفوزه أكثر من الربّاع شريف عثمان الذي أحرز ميدالية ذهبية وسجل رقماً قياسياً عالمياً قبل أربعة أيام من عيد ميلاده الـ 26. فشريف عثمان الذي كان يشارك بدورة الألعاب الأولمبية للمعاقين لأول مرة، احتلّ المركز الأول في فئة وزن 56 كغ رجال، وكسر الرقم العالميّ ثلاث مرات في طريقه إلى الفوز بالذهبيّة.


فرفعة الـ 195 كيلوغراماً التي نجح فيها في البداية حطّمت الرقم القياسي العالمي الذي كان يحمله الصينيّ وانغ جيان. لكنّه دفع برقمه إلى أعلى من ذلك إذ نجح في الرفعتين التاليتين في تحقيق 200 كغ، و202،5 كغ.



شريف عثمان عثمان من مصر يحتفل بإحراز ذهبية الرجال لوزن 56 كغ خلال مباريات رفع الأثقال في جيمنازيوم جامعة الملاحة الجوية والفضائية في بكين في 11 أيلول/سبتمبر 2008 في اليوم الخامس من دورة ألعاب المعاقين 2008 في بكين، الصين. وقد حقق شريف عثمان عثمان رقما قياسياً قبل أربعة أيام من عيد ميلاده الـ 26. وعثمان الذي كان يشارك بالدورة الأولمبية للمعاقين لأول مرة، احتل المركز الأول في فئة الـ 56 كغ للرجال، وكسر الرقم العالميّ ثلاث مرات وهو في طريقه إلى الفوز بالذهبيّة.(جايمي ماكدونالد/ غيتي إيماجز)
وقد اعترف الربّاع جيان، الذي كان قد أحرز الميدالية الذهبية في أثينا قبل أربع سنوات، بأن عثمان سوف يشكّل أكبر عائق أمامه في محاولته لتكرار ما حقّقه سابقاً. وصرّح جيان لموقع الألعاب الأولمبية للمعاقين على الشبكة بقوله، "لقد رفع [شريف عثمان] في كل دورة تدريبية أكثر من خمسة أو ستة كيلوغرامات [فوق الرقم القياسيّ العالميّ]. فهو مميّز جداً. وأعتقد أنه أفضل رافع أثقال في جميع الفئات".


إلا أن مصر قدّمت ربّاعين مميزين آخرين خلال هذه الألعاب، سواء كان بين الذكور أو بين الإناث.


وقد فاز بميداليات ذهبيّة كل من متولي إبراهيم مطحنة الذي فاز بمنافسة وزن 67،5 كغ رجال؛ وفاطمة عمر عمر، التي فازت بمنافسة وزن 56 كغ سيّدات؛ وهبة سعيد أحمد، التي فازت بمنافسة وزن 82،5 كغ سيّدات.


وقد حقّقت هبة سعيد أحمد أيضاً رقماً قياسياً عالميّاً برفعة الـ 155 كغ، محطّمة رقم الـ 143،5 كغ السابق الذي كانت الصينيّة تشانغ ليبينغ قد حقّقته خلال بطولة أوروبا المفتوحة لرفع الأثقال لعام 2007 التي نظّمتها اللجنة الأولمبيّة الدوليّة للمعاقين. وقد حطمت رفعة هبة أحمد الرقم القياسي للمعاقين البالغ 135 كغ، والذي كانت البريطانيّة أيما براون قد حقّقته في دورة سيدني الأولمبيّة للمعاقين في عام 2000.


هذا ولم يتفاجأ شعبان يحيى ابراهيم، الذي فاز بالميدالية البرونزية في فئة وزن 60 كغ رجال برفعة بلغت 195 كغ، بنجاح بلاده في الدورة الأولمبيّة للمعاقين في هذا الصيف.


فقد صرّح ابراهيم لـ‘صحيفة الشعب اليومية على الخط’ قائلاً، "إنّ مصر تبرهن دائماً عن قوّتها الكبيرة في منافسات رفع الأثقال لأولمبيات المعاقين. ولدينا لجنة لرفع الأثقال في مصر، تمنحنا الدعم الكامل. كما يوجد لدينا مشروع خاص بالألعاب الأولمبيّة للمعاقين، وقد تمّ إطلاقه في عام 2007. لهذا السبب فنحن مستعدون تماماً".


وينسب الربّاع شريف عثمان أيضا الفضل في نجاح مصر في رفع الأثقال للدعم الوطني فضلا عن مدربه الحالي، سعيد عبد الحافظ، الذي كان أول مصري فاز بميدالية في الألعاب الأولمبيّة للمعاقين، وأوّل مدرّب له.


ويقول، "كان مدرّبي السابق أفضل ربّاع في العالم في مناسبتين".


ويظهر جيّداً أنّ شريف عثمان هو في طريقه إلى تحقيق مثل هذه السمعة، مضيفاً إلى وضعه كأعجوبة إذ إنّه لم يبدأ التدريب المكثف ورفع الأثقال إلاّ قبل ثلاث سنوات فقط. لكن يمكن لكل ذلك أن ينتظر ليوم آخر. فبعد فوزه بالميدالية الذهبية، أراد بكل بساطة رامي المطرقة السابق أن يحتفل بعيد ميلاده للمرة الأولى في بلد أجنبي.


وصرّح لموقع الألعاب الأولمبيّة للمعاقين على الشبكة قائلاً، "إنّ الميدالية الذهبية هي أفضل هدية عيد ميلاد قدّمت لي على الإطلاق. وهذه أول مرة أقوم فيها بزيارة الصين، وأنا معجب جدّا بالمدينة. جميع الناس هنا لطيفون جدّا معي. ولن أنسى أبدا دورة بكين الأولمبيّة للمعاقين أبداً".